كلمة المدير العام لبنك اليسر
كلمة الافتتاح
المدير العام
منى البنيوري
السلام عليكم ورحمة الله
ارتأت بلادنا أن تنفتح على تجربة قطاع بنكي جديد يوافق قناعات شريحة مهمة من المجتمع، حرصا منها على مشاركةالجميع في تنمية الاقتصاد الوطني على أسس تكاملية بين كل الفاعلين، و ذلك لتحقيق دينامية ضرورية، يحتاجها الاقتصاد المغربي بدون إقصاء. و كان من آثار ذلك أن اختارت كل البنوك المغربية الاستثمار في هذا القطاع الجديد، بشراكة مع مؤسسات دولية معروفة، و من ضمنها البنك الشعبي، الذي خلق مؤسسة بنك اليسر بشراكة مع شركة جايدنس الدولية، إدراكا منه لقيمة و أهمية البنوك التشاركية، و لما يستشعره من مسؤولية تتطلب منه أن يساهم مع البنوك التشاركية الأخرى في تنمية هذا القطاع بما يعود بالنفع على الزبناء و على الوطن، و لتحقيق التكامل المطلوب و للسير بخطى واثقة و رزينة و ذات مصداقية خاصة في هذه الفترة الانتقالية.
و نحن، إذ نقر بوجود عدد من التحديات المطروحة في بداية عمل البنوك التشاركية، و المتمثلة في عدم استيعاب بعض المواطنين لهذا النوع من الخصوصية البنكية، إضافة إلى عدم اكتمال منظومة قانونية متعلقة بالمنتجات و الخدمات، التي توفر البديل للزبائن، إلا أننا على عزم كبير و همة عالية للتعاون مع السلطات الإشرافية، التي نحييها و نقدر جهودها الكبيرة لخدمة هذه الصناعة الجديدة، و مع الشركاء الفاعلين من البنوك الأخرى لتجاوز و تدليل كل العقبات.
و بنك اليسر يؤمن أن الصناعة التشاركية مشروع مشترك جماعي يهم الجميع، و علينا أن نكثف الجهود و نتعاون بروح عالية و مصداقية حقيقية، و اعتماد مبدأ التشاور و تغليب مصلحة الصناعة ككل. فالنجاح نجاح للجميع و الفشل فشل للجميع، و لهذا حرصنا على دعوة جميع مدراء و رؤساء الأبناك التشاركية الذين ننظر إليهم بكل تقدير و احترام. كما يؤمن بنك اليسر أن المالية التشاركية صناعة وطنية تقتضي تغليب الحس الوطني، خاصة و أنها تمس مشاعر الناس الذين يعتزون بقيمهم و قناعاتهم التي دفعتهم للتعامل مع هذا النوع من البنوك. و هي أيضا صناعة إنسانية و اجتماعية، حيث رفعت الحرج عن عدد من الزبناء و وسعت عليهم، و أدخلت السرور عليهم، و هذا السرور يهمنا جدا.
هي صناعة تتطلب من جميع الأطراف الانخراط فيها من أجل استفادة الجميع، سواء من جهة الزبناء الذين يضعون ودائعهم في الأبناك التشاركية لتوظيفها في تمويلات و مشاريع ملموسة، أو من جهة البنك الذي يقدم التمويلات اللازمة في احترام تام لآراء المجلس العلمي الأعلى. و على هذا يجب أن نستمع لزبنائنا، و ننصت لهم بطرق مباشرة أو غير مباشرة، و بصورة متواصلة لتحقيق الأهداف المنشودة. أملنا أن تكون الصناعة التشاركية في المغرب صناعة تشاركية شاملة توفر جميع المنتجات، المضاربة و المشاركة و السلام و غيرها، لإظهار قوة هذه الصناعة، و أن نتمكن في أقرب الآجال من أن نحل جميع المشاكل المرتبطة بها. نعم هناك تحديات متنوعة، و لكن نحن نقبل التحدي بكل مسؤولية و بكل رزانة، متسلحين بحبنا لوطننا، و بالمهنية الكبيرة، و بمواردنا البشرية و قيمنا الأخلاقية و بتعاون الجميع، و بالعمل بكل مصداقية و شفافية في هذه المرحلة المهمة.
إن إدارة بنك اليسر، الذي نريده بنكا كبيرا فعلا، حريصةٌ على أن تكون للبنك قيمة إضافية حقيقية في الواقع المغربي على مستوى التنمية الاقتصادية مع الأبناك الأخرى، حيث نتطلع في بنك اليسر بكل أمل و تفاؤل إلى تحقيق دور فعال في خدمة الاقتصاد، و الارتقاء بكافة الخدمات التي يقدمها البنك لجميع شرائح الزبناء، و ذلك من خلال العمل المستمر و الدؤوب بما يتوافق مع الأهداف المرسومة و المنسجمة مع تطلعات وآفاق الاقتصاد الوطني.
و في هذا السياق، يسعدنا في بنك اليسر إطلاق هذا الملتقى العلمي التطبيقي في نسخته الثانية الذي اخترنا له شعار:"أي دور للمالية التشاركية في التنمية الاقتصادية " و الذي يهدف أساسا لا حصريا إلى إيصال الرسائل الآتية:
1- لا نجاح بدون مصداقية تعتمد على احترام الآراء بالمطابقة الصادرة من المجلس العلمي الأعلى.
2- السعي معا للوصل بين الماضي الذي نعتز به و نرتكز عليه، و الحاضر الذي نعيشه و نتعامل معه، و المستقبل الذي نطمح إليه و الذي نريده أن يكون مشرقا.
3- الانفتاح على كل الاقتراحات المفيدة و الواقعية، و الاستفادة من كل التجارب الناجحة توفيرا للجهد ما دامت ملائمة لأهدافنا و خصوصياتنا.
و هذا الملتقى، و إن كان ينظمه بنك اليسر، فإنه ملتقى للجميع، و يهدف إلى خدمة الصناعة ككل، و نحن حريصون مرة أخرى على أن يجيب الملتقى على إشكاليات عملية، و يساهم في تقديم حلول تلبي بها الصناعة التشاركية حاجيات الزبناء بكفاءة مالية و اقتصادية عالية للمنتجات و الخدمات، خاصة تلك التي نستهدف بها المقاولات.